عظمة الله الخالق

بقلم: عمر أيمن


جلست أتأمل في بديع خلق الفاطر، فعلمت أنه علي كل شيء قادر. فما رأيت في مثل جمال لوحته، فتأكدت أنني لست ممن يخاطر - إذا علّقت نفسي رهنا للمقامر علي أن يأتيني بفتور فإذا هو غير قادر. فنظرنا إلي السقف المرفوع  فإذا هو لا مشقوق ولا مصدوع. ثم أدرنا بصرنا يمنة، فإذا ضيف كريم ينير ظلمة القلوب، ألا وهو خير الرسول المحبوب؛ فحقا إنه لخير صديق تفضي إليه بكل الكروب. كان بدرا نيرا، و كان في السماء محلقا، فما أجمل هذا القمر وما أجمل أن تراه ساطعا.


ثم أدرنا بصرنا يسارًا فإذا هي قناديل السماء تنير في الظلمة العتماء، والتي طالما كانت هدًا للأجداد. وما هي إلا بضع دقائق حتى انفلق الليل وخرج النهار، فولهي علي من راح لبه ضحية هذا المنظر الجبار. فأضاء الظلمة وفتح الأبصار بنور الشمس البراق الذي يبعث الروح و الإشراق.

ثم نظرنا إلي القبور، فإذا هي تسع ما تضيق به القصور، وتستقبل ما تبوح به الصدور، ففيها تكمن حقائق الأمور. فحقًا إن كل من عليها فان، و هذا مصير كل إنسان؛ أن يلف في كفنه ويوضع في قبره حتى يمحى اسمه من قلوب أحبته، وينبت الربيع على دمنته، فيبعث إلى ربه ليسأله عن عمله، فإما أن يملأ من الكوثر فيه ويسعد برؤية إلهه، أو أن يكون جزاءه لقاء مالك، الذي لا يراه إلا من كان هالك، فبئس عاقبة أولئك الذين وقعوا في ظلام المعصية الحالك..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق