دور الأسرة في غرس قيمة حب الوطن في الناشئة

بقلم: عمر أيمن

  إن الوطنية كلمة جميلة وتحمل معاني سامية؛ ولكن يجب علينا أن نمعن النظر في مفاهيم هذه الكلمة كي تظهر أمامنا هذه المعاني واضحة جلية. أما الآن وقد تركنا الجوهر واتجهنا إلى القشور فصارت كلمة الوطنية محل جدل واختلاف لدي الكثير منا..


  فبدايةً ما هو مفهوم الوطنية؟ إن الوطنية هي حب البلد و تمني الخير له والعمل دائما علي جعله في أبهي صورة ممكنة، والتضحية بكل ما هو غالي ونفيس في سبيل رقيه ورفعته. وليس من الضروري أن يكون الفرد متظاهرا أو ما شابه كي يكون وطنيًا، فلقد أشاع هذا المفهوم مؤخرًا العديد من ذوي العقول المتهتكة الذين لا يفقهون شيئا فهؤلاء تنطبق عليهم مقولة أمير المؤمنين عندما قال (قصم ظهري اثنان عالم متهتك و جاهل متنسك، فالجاهل يغش الناس بتنسكه، والعالم يغرهم بتهتكه).

  ومن هنا يبدأ دور الأسرة في تقويم الأبناء وغرس القيم الصحيحة في قلوبهم وعقولهم، وعلي رأس هذه القيم حب الوطن.

  فإن حب الوطن هو الدرجة الأولي على سلم الرقي والتقدم. ولذلك فإن دور الأسرة في تلقين الناشئة قيمة حب الوطن لا يقل أهمية عن دورهم في تلقينهم أمور دينهم.
فلذا يجب علي أرباب الأسر أن يحرصوا علي أن يظهروا هذا الانتماء لأبنائهم؛ لأن الآباء بطبيعة الحال هم المثل الأعلى لأبنائهم.

  ونهايةً، أريد أن أختم هذا الموضوع مستشهدًا بقصة رجل نشأ عاشقًا لتراب هذا الوطن، ألا وهو الزعيم مصطفي كامل الذي تربي وترعرع علي يديّ ضابط عظيم من ضباط الجيش المصري، وقد كان هذا الضابط والده "علي محمد" والذي غرس فيه حب هذا الوطن منذ صباه، فنشأ محبًا لهذا الوطن، حانقًا علي مغتصبي أراضيه. فخاض أشرس المعارك السياسية في سبيل هذا الوطن و فداء له.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق