إصدار الشباب عن نصح الكبار

بقلم: عمر أيمن

  الشباب هم عصب الأمة وقوتها، كما أنهم مرشدوها إلى المستقبل، فهم بمثابة الشعلة التي تنير الطريق للأمة كي تتقدم، فإن ذهبنا بهذه الشعلة وأطفأنا وميضها أصبحت الأمة في تيه حائر، تتلاطم في غياهب الجمود والوهن. وذلك يرجع إلى الهبات التي منحت للشباب من قوة وتجدد وشيء من الحكمة ونقي النفس. بيد أن هذه الهبات عندما منحت إلى الشباب جائت مصحوبة بالعديد من المسؤوليات التي شكلت حملًا على كاهلهم. ولكن الشباب طالما استطاعوا حمل تلك المسؤولية بإرشاد من آبائهم فخاضوا العباب ووصلوا إلى قمم المعرفة والحرية باذلين في سبيل مبتغاهم أرواحهم الذكية.
  أما شباب اليوم الذين خيل لهم أنهم ما عادوا في حاجة إلى الإصغاء إلى من سبقوهم، وأنهم وحدهم أصحاب العقول السليمة، قد حادوا عن المسار الصحيح، وانجرفوا إلى هوة التيه بين ماضيهم الذي ينكرونه ومستقبلهم الذي يتطلعون إليه؛ فأضحوا كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يستطع لها نقبًا وأوهن قرنه الوعل. فهم يسعون جاهدين للخروج من حيرتهم ولكن إصدارهم عن الإصغاء إلى نصح الشيوخ يقف حائلًا بينهم وبين الخروج من تلك الهوة.