ماذا ستكون قوتك الخارقة؟

بقلم: آية طارق

  "لقد عم العالم مرض وبائي، سببه فيروس لم يكن معروفا سابقا، فيروس يهدد الأرض بأكملها، كل يوم يموت شخص وتحزن القلوب على هذا الشخص؛ لم تستطع الأبحاث تفسير هذا الفيروس فسهر العلماء الليالي يبحثون عن لقاح مضاد لهذا الفيروس ولكن لم ينجح أي منهم في الوصول لأي حل!
  كنت أمشي في أزقة مدينتي لأجد فجأة شخصًا يظهر أمامي يشع من عينيه لون أحمر، وكانت تبدو عليه علامات الحزن والتعب، فاستغربت مما رأيته وتوقفت للحظة في حالة اندهاش. ولم ألبث أن أمضي في طريقي حتى وجدت رجلًا بداخل سيارته وعيناه لونهما أزرق ولكن ليس بأزرق عادي بل أزرق فاقع يسر الناظرين، وبدا لي أنه يتعقب الشخص الذي مررت بجانبه؛ فانتابني الفضول، فتمهلت في مشيتي لأكتشف ما الذي يسعى وراءه هذا الشخص، حتى حدث ما لم أتخيله – وهو أن هذا الرجل قام بالهجوم على الرجل ذي العينين الحمراوين حتى نال منه.
  حينها لم أصدق حتى جاءني رجل وأبلغني أنه قد مُنِحت قوة عظيمة وهي التكهن بمن هو قاتل، والذي على وشك الموت؛ فأولئك الذين تظهر لديهم عيون حمراء سيموتوا قريباً أما أصحاب العيون الزرقاء على وشك ارتكاب جريمة قتل؛ فقررت استخدام هذه القوة لانقاذ الأرواح حتى ولو لفترة قصيرة من الوقت. بالفعل قمت بتعقب أصحاب العيون الزرقاء وفضح سرهم حتى يذهبوا للعدالة وينالوا مصيرهم وبهذا قلت العيون الزرقاء وشبه قُضِيَ على الفيروس الذي كان يعم الأرض وهو فيروس "الجريمة والقتل."    

استقلالية الشباب - بين التأييد والمعارضة

بقلم: آية طارق



  الأمم والشعوب لا تنهض إلا على يدِ الشباب، فالشباب هم السلم الذي نصعد عليه كي نرتقي ونتقدم إلى الأمام؛ فإذا اختفى هذا السلم، تعرقل مجتمعنا وأصبح بلا قيمة. ولكن ماذا إن لم يجد هذا الشاب حريته واستقلاله؟ هل سيبادر في هذا المجتمع أم سيجلس بجانب الحائط ليس لديه ما يشجعه من أجل المبادرة؟ ولهذا لقد تجادل الكثير من الناس حول موضوع استقلالية الشباب.
  فقد وضح المؤيدون أن استقلالية الشباب لا بد منها لأنها تهيئهم للمستقبل وتعطيهم إشارات بأن لديهم القدرة على تحمل المسؤولية وفيما بعد القدرة على فتح بيت والاهتمام بعائلة، كما ايضاً تحفزهم على المبادرة في المجتمع بسبب خوضهم للتجارب المختلفة مما يساعدهم على اكتساب القوة والثقة بالنفس؛ فلن يجدوا عائقا بينهم وبين المبادرة لمجتمعهم. وبهذا فإن استقلالية الشاب ليست فقط ذات أهمية للشباب ولكن أيضاً للمجتمع. بجانب هذا، يرى البعض أنه عندما يضع الشباب أنفسهم في خانة من الكآبة والحزن فهذا يكون بسبب ضغوط الأهل، لأنهم لا يعطون لهؤلاء الشباب الفرصة لكي يتعرفوا على أنفسهم وأن يخوضوا تجاربا ليتعلموا منها الخطأ من الصواب؛ ولهذا فيجب على الشباب أن يستقلوا بحياتهم بعيدًا عن الأهل حتى يتنفسوا هواء الحرية ويخرجوا أنفسهم من هذه الخانة.
  على الجانب الآخر، يقول المعارضون أن الفرد متصل بمن حوله دائماً ما يحتاج للمساعدة، فيحتاج إلى قلبٍ يشكو إليه وعقل يساعده في تدبير أمور حياته، فعند الاستقلال بالذات سيفتقد الشخص إلى القلب والعقل اللذين يساندونه في حياته، وسيشعر بالملل في حياته لأن من كانوا يحيطونه كل يوم ويشجعونه ويعاتبونه على أفعاله الخاطئة قد اختفوا من حياته وأصبحت حياته مستقلة بعيدًا عنهم. من الممكن القول أيضاً أن فكرة استقلال الشباب تؤثر عليهم بطريقة أخري وهي الخروج من وتيرة روتينية معينة للحياة والأفعال والدخول في عالم الضياع أو الشرود عن الغاية والهدف. فمن الممكن للشاب أن يذوق طعم الحرية ولكن دون الاستقلال التام بحياته، لأنه نحن كشعوب عربية لسنا مهيئين لهذا النوع من الاستقلال الحياتي والذاتي.
  أنا أعارض فكرة استقلال الشباب لأننا أصبحنا الآن منفتحين أكثر على العالم الخارجي ونقلد ونأخذ من ثقافات وعادات البلاد الأوروبية، فيمكن أن يرى الشاب طريقه للحرية والاستقلال هو طريقه للانحراف، وهذا ما يقوله المؤيدون عن خوض الشاب للتجارب - أنه سيتيح له فرصة تعلم الخطأ من الصواب؛ لكن ذلك غير صحيح لأنه يمكن أن يخوض تجربة تضر بحياته وهو لا يعلم بسبب ما يراه من ثقافات وعادات.

إصدار الشباب عن نصح الكبار

بقلم: عمر أيمن

  الشباب هم عصب الأمة وقوتها، كما أنهم مرشدوها إلى المستقبل، فهم بمثابة الشعلة التي تنير الطريق للأمة كي تتقدم، فإن ذهبنا بهذه الشعلة وأطفأنا وميضها أصبحت الأمة في تيه حائر، تتلاطم في غياهب الجمود والوهن. وذلك يرجع إلى الهبات التي منحت للشباب من قوة وتجدد وشيء من الحكمة ونقي النفس. بيد أن هذه الهبات عندما منحت إلى الشباب جائت مصحوبة بالعديد من المسؤوليات التي شكلت حملًا على كاهلهم. ولكن الشباب طالما استطاعوا حمل تلك المسؤولية بإرشاد من آبائهم فخاضوا العباب ووصلوا إلى قمم المعرفة والحرية باذلين في سبيل مبتغاهم أرواحهم الذكية.
  أما شباب اليوم الذين خيل لهم أنهم ما عادوا في حاجة إلى الإصغاء إلى من سبقوهم، وأنهم وحدهم أصحاب العقول السليمة، قد حادوا عن المسار الصحيح، وانجرفوا إلى هوة التيه بين ماضيهم الذي ينكرونه ومستقبلهم الذي يتطلعون إليه؛ فأضحوا كناطح صخرة يومًا ليوهنها فلم يستطع لها نقبًا وأوهن قرنه الوعل. فهم يسعون جاهدين للخروج من حيرتهم ولكن إصدارهم عن الإصغاء إلى نصح الشيوخ يقف حائلًا بينهم وبين الخروج من تلك الهوة.  

غرائب عالم الحيوان

بقلم: آية طارق


  عندما يتقدم أي شاب للزواج من أي فتاه فإنه يقدم لها مهرًا يوم الخطبة، وغالبا ما تكون حلية من الذهب مرصعة بالأحجار الكريمة، وكذلك الحال عند طائر البطريق، فإن الذكر عندما يريد الزواج يبحث عن حجر من نوع نادر في الطبيعة ويلقيه بين يدي الأنثى التي اختارها؛ فإذا التقطت الحجر كان معنى ذلك أنها قبلت به، وان تركته وذهبت فليس على الذكر إلا أن يحمل الحجر وهو كسيف البال ويبحث عن أخرى تقبل به زوجا لها.

  ونرى أيضًا من عجائب الحيوان، أن الدولفين - ذلك الحيوان البحري الأليف - له صوت حاد مرتفع، وهو مغرم بتقليد الأصوات الأخرى التي يسمعها، وخاصة أصوات السفن والغواصات. وكثيرا ما كان يبث الرعب في نفوس أصحاب الأساطيل الحربية في الحرب العالمية الثانية؛ إذ كان يصدر أصواتا تماما كصوت محرك الغواصة مما كان يحمل قباطنة السفن إلى الإعتقاد بأن ثمة غواصه تهاجمهم من تحت سطح البحر ويعلنون حاله الطوارئ! 

  ومن صور المزاح الـ'ثقيل'، أن الغربان تمتاز بروحها المرحة وولعها بمداعبة سائر الحيوانات والسخرية منها. فمن أحب الهوايات إليها إزعاج الحيوانات أثناء نومها - فهي كثيرا ما تنقض مثلا على أرنب وتضربه بمنقارها في رأسه فتجعله يهب مذعورًا! وعندما ترى بقرة مستلقية في غفوة فأنها تهب عليها وتعبث في أنحاء مختلفة من جسمها حتى توقظها. كما أيضا من الطريف انه يحدث أحيانا أن يجتمع سرب من الغربان ويقومون بالصياح معا في آن واحد بطريقة تنذر بوقوع خطر حتى تعتقد باقي الحيوانات أن هناك خطر و تهرب؛ بينما تتسلى الغربان برؤية هذا المشهد!

وفي هذه الطرائف والعجائب، نرى بديع قدرة الله تعالى، فسبحانه هو الخالق البارئ المصور.

الباحث عن صديق

بقلم: عمر أيمن
عندما كنت صغيرا لطالما كنت وحيدا، ولطالما لم أجد صديقا، وكنت دائما ما أنظر إلى الأصدقاء بعينٍ يملؤها الإزدراء، وربما يرجع السبب في هذا إلى افتقاري إلى صديقٍ يملأ وقت فراغي. وعندما بلغ بي الضجر مداه وسئمت من هذه الحال، لجأت إلى مغير الأحوال، فجعلت أطلب منه صديقا، أسكن إليه حينا، ويكون أمين سري، وبهذا تقر عيني، وإن خنته يوما أو أضمرت له شرا، ليحل على مقتك ولتصب عليّ غضبك، وليكن هذا عهدًا لأكونن له أمينًا.

البطالة - الهوة السحيقة!

بقلم: عبد الرحمن ياســر


ربما إذا نظر الإنســان وتأمل من حوله وتطرق إلى دراسة المشكلات الاجتماعية – لأدرك أن المجتمع دائمًا ما يدور في دُوامة من المشاكل التي تسلم بعضها بعضًا، أو تندمج لتتفتق عن أهوال ومصائب أكبر.

ولعل هوة ملعونة قد زحف إليها المجتمع مؤخرًا – هوة البطالة؛ وهي نتاج ترسبات من الأمراض الاجتماعية التي لم تُدَاوى، والفقاقيع التي تقابلت مع بعضها لتنقلب إلى واحدة أكبر؛ من تعليم فاسد، وهيئات تسعى وراء الألقاب لا الكفاءات، وأسواق عمل في حالة ارتخاء وضعف؛ محطمين بذلك طموحات وأحلام جيل اعتاد – وللأسف الشديد – الجلوس على مقاعد المقاهي لا المكاتب.

وبالرغم من كون المشكلة تبدو - في ظاهرها - ناتجة عن تكاسل الشباب، إلا أنهم الفئة المهمومة المحزونة، فكم من خريج أمضى أيام شبابه منكبًا على الدراسة لكن تم رفضه في أكثر من وظيفة، لا لقلة مهاراته - بل لأن هذه الوظيفة قد حُفِظت لأحد أقرباء مدير الشركة، أو حُجِزت لابن أحد ذي حسب وجاه. فينتهي المطاف بالشاب المظلوم بالإقامة مع أهله دون عمل حتى متأخر سن الشباب، فيكون بذلك عالة على أسرته ومجتمعه، وقد ضعفت إرادته واندثرت عزيمته واستَسلمَ للَّهوِ على المقاهي – أو إذا ازدرت حالته – في المحرمات...     

فوق الـ2500 مشاهدة عالمية في ستة أشهر، ومعًا ننشر شغفنا للغة العربية!


يسر فريق أقلام شابة أن يحتفل بالنجاح المثمر للمدونة على نطاق عالمي، فقد سجل محرك إحصائيات المدونة ما يزيد عن ٢٥٠٠ مشاهدة (انظر عداد المشاهدات) من دول على مستوى خمس قارات، تشمل هذه الدول حسب تقدير الثلاث أشهر الماضية فقط:



شكرًا لكم أصدقائنا الأعزاء، ومعًا لغدٍ أكثر أشراقًا واعتزازًا باللغة العربية.. لغة القرآن.. لغة الضاد..

مع تحيات فريق أقلام شابة:
عبدالرحمن ياسر - عمر أيمن - آية طارق - أحمد عمرو السيد - يوسف الكاشف - كريم محمد رجب - كلارا أمير - رؤى طارق - حنين جمال - نورهان وليد..

تحت إشراف أستاذي اللغة العربية اللذان قدما الدعم والإرشاد:

أ/عمرو بسطاوي 
أ/محمد إبراهيم الحلو

وندعو المزيد بالإنضمام لنا!

الريف والحضر – وأيهما ستختار؟

بقلم: عبد الرحمن ياســر


إذا تحدثنا عن الريف فإننا نتحدث عن الهدوء والسلام، عن الراحة والجمال؛ فالطبيعة الخلابة تأسر الحواس والعقول. فما أجمل الأراضي المنبسطة الخضراء، وما أنقى نسمات الصبا اللعوب التي تداعب الجسد، وما أصفى جداول المياه العذبة التي تشق مجراها وسط الحقول الشاسعة؛ فلطالما كان حديث الشعراء ومحبي الجمال..

ولما لا يكون جميلًا وهو أرض الخير والحُب؟ فجميع الرزق في تربه من الأثمار والحَب. ويكفى أنه بعيدٌ عن الحضرِ ومصانعهِ وضوضاءه. فلا يعقل أنه يمكن لإنسان سويٍّ محب للجَمال وراحة البال أن ينام في وحدات سكنية مكتظة بالبشر والعشرات يجلسون وينامون حوله – وكأن كل هؤلاء يعيشون في بيت واحد لا تفصل بينهم سوى بعض الحوائط، لا هي تمنح خصوصيةً أو راحةً بل تُقيِّد الشخص وتضعه في بيوت كخلايا النحل.