بقلم:
عبد الرحمن ياســر
إذا تحدثنا عن الريف فإننا نتحدث عن الهدوء والسلام، عن الراحة والجمال؛ فالطبيعة الخلابة تأسر الحواس والعقول. فما أجمل الأراضي المنبسطة الخضراء، وما أنقى نسمات الصبا اللعوب التي تداعب الجسد، وما أصفى جداول المياه العذبة التي تشق مجراها وسط الحقول الشاسعة؛ فلطالما كان حديث الشعراء ومحبي الجمال..
ولما لا يكون جميلًا وهو أرض الخير والحُب؟ فجميع
الرزق في تربه من الأثمار والحَب. ويكفى أنه بعيدٌ عن الحضرِ ومصانعهِ وضوضاءه.
فلا يعقل أنه يمكن لإنسان سويٍّ محب للجَمال وراحة البال أن ينام في وحدات سكنية
مكتظة بالبشر والعشرات يجلسون وينامون حوله – وكأن كل هؤلاء يعيشون في بيت واحد لا
تفصل بينهم سوى بعض الحوائط، لا هي تمنح خصوصيةً أو راحةً بل تُقيِّد الشخص وتضعه
في بيوت كخلايا النحل.