بقلم: عمر أيمن وعبد
الرحمن ياسر
هل سألت نفسك يوما ما السر
الذي يفرق بين أي من المشهورين و أي
من المنكرين - إنه الطموح. إن الطُموح لهو وقود الحياة، ووكيل
النجاح، ومرشدنــا إلى بلوغ القمة، كما أنه اللبنة الكبرى في ديار المجد
والنجاح. فالطُموح يدفع الإنسان لبذل الجهود، و تحطيم القيود، والعزم على الصمود؛
والإنسان الطموح يعزم على الكفاح وينتهي بالفلاح، فيضع حلمه نصب عينيه،
ولا يكَل ولا يمل حتى يحقق حلمه. فمن أراد أن يصل إلى هدفه، فلابد
أن يعلو بسقف طموحاته إلى السماء – بل إلى ما فوق السماء؛ ولا
يُشترط أن تتوفر لديه أي موارد، بل بإمكانه المضيُّ وحده وسط الظلام الحالك ليس
معه سوى شعلة واحدة – ألا وهي شعلة الطموح..
أما عن الإنسان البائس عديم الطموح، فهو بمثابة من يلقي
بنفسه إلى هوة العقم، وليس هذا فحسب، بل أنه يئد نفسه حياً. فالطموح
هو الشراع الذي يدفع الإنسان نحو المستقبل.
غالبــًا ما يوصف الطَمُوح بالطماع، أو يبرر الطماع بأنه طموح،
وهذا كذب وافتراء؛ فالطَمُوحُ بعيدٌ كل البعد عن الطماع، وهو يخالفه في المبدأ
والغاية والوسيلة.
فإذا كان المراد ساميًا من علمٍ أو سعي وراء النجاح المثمر، فإذًا
هذا طًموح، ويسعى صاحبه لتحقيق حلمه بطلب العلم والجهاد والمثابرة؛ والإنسان
الطموح سلوكه قويم وخلقه طيب، فالطموح يقوِّم الخلق، ويجوِّد العمل، ويدفع الإنسان
إلى الكد في كل حين.
أما إذا كان الهدف سلطةً أو جاهًا، أو نفوذًا الهدف من وراءه السلب
والنهب، فهذا طمعٌ بلا شك؛ ويلجأ صاحبه إلى الاعوجاج في السلوك، وتحقيق أهدافه
بوسائلٍ ملتويةٍ خبيثة - فبئس خلقه وسلوكه.
يجب علي الطُمُوح أن يقترن بالعمل الدءوب، فإن كان الطُموح
الشراع، فالعمل هو المـرجل، ومن دون هذين الجزئين يشق علي السفينة التحرك - بل
ويستحيل. فما أكثر الأماني، وما أقل ما يُحَققُ منها. فالطفل عندما يولد
تولد معه آلاف الأماني و لكنه لا يحقق منها إلا القليل، وربما يخرج من الدنيا
خالي الوفاض؛ و هؤلاء ينطبق عليهم قول الشاعر: "ومن الناس ألف لا يعد
بواحد". فوحده ذو الإرادة القوية والعزيمة الحديدية يمكنه أن يشق دربه
وسط الأشواك بحثا عن أحلامه.
لكن يجب عليك أن تعلم أن المجد لن يأتيك سعيًا من تلقاء
نفسه، بل أنت من عليه السعي وراءه حتى تُركِعَهُ أمامك. كما يجب عليك أن
تضع في الحسبان أن طريق النجاح محفوف بالصعاب وأنه مر ولا يطيب. فإما أن تخوض
العباب، وتحلق فوق السحاب - أو أن تظل قيد الأغلال طيلة حياتك!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق