دور الأسرة في رعاية كبار السن

بقلم: عبدالرحمن ياسر




إن المضيّ قدمًا على درب العمر وبلوغ مرحلة الهرم والشيخوخة من آخر مراحل العمر التي يمر بها الإنســان، حيث يكون في مرحلة عجز بعد قوة، فيبحث عمن يساعده ويخدمه ويستأنس بصحبته. فيترك الإنسان عمله، ويودع كهولته، ويتوق إلى راحة البال واهتمام الأسرة؛ لكن غالبًا ما لا يجد كبار السن هذه الرعايــة المستحقة، وينتهي بهم المطاف على مقعد متحرك بدار للمسنين، أو وحيدًا في منزلــه المهجور لا يأبه أحدٌ بما قد يحدث له؛ فيكون كالراهب المسن الجالس في صومعته ينتظر قضاء أجله...

لكن هذا الإهمال وعدم الاكتراث بكبار السن مخالف للأخلاق والمبادئ التي تأمر بها الأديان السماوية السمحة؛ فلكبار السن علينا حق، فهم الآباء والأمهات والأخوال والعمات، وهم من قاموا بتربيتنا وتعليمنا وتكبدوا عناء تنشئتنا، فمن أبسط حقوقهم علينا تلقي نفس القدر من الرعاية والاهتمام، وجعل رغباتهم ومتطلباتهم أولوية لا يُتَعدى عليها: فلا يبتاع الأب أحدث صيحات من أجهزة ومتاع، أو يزين زوجته بأثمن الزينة وأبهظها ثمنًا ويقصر في مصاريف علاج أبيه المسن واحتياجاته؛ أو أن ينفق أموال طائلة على مصروفات أغلى المدارس لأبنائه ولا يأبه بمستوى المستشفى التي تعالج بها أمه المريضة ويبخل عليها بكلفة عملية جراحية تخفف عنها الألم والمرض.

وإلى جانب المتطلبات المادية، هناك الناحية المعنوية، والتي تشكل كل الفرق في نفسية كبار السن. فواجبٌ علينـا معاملة كبـار السن برفق وحنان، والصبر على مرضهم وضعف ذاكرتهم وبطء استيعابهم مع تقدم السن، فنتذكر كيف أمضوا الأوقات يعلموننا ويفهموننا، وكم من الليالي و الساعات التي سهروها بجانبنا على فراش المرض..

و أختم بقول الله تعالى:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق