بقلم: نوال محمد
تخيل معي ماذا ستفعل لو استيقظت من نومك ذات يوم لتجد أنك أصبحت
عجوزا كاهلا؟
ربما لتعويذة ما أو لعنة أو حتى ابتلاء، ما يهم هو أنك أضحيت عجوزًا
وهينا، واختفى شبابك المشتعل. أنت الآن تفكر وتقول هل من المعقول أن يتحول شخص إلى
عجوز في ليلة واحدة ؟ لن نذهب بعيداً؛ فمنذ أسبوع تقريبا استيقظت من نومي لأجد أن
وجهي أصبح شاحبًا مملوءًا بالتجاعيد. وشعري الذي كان أسود من سواد الليل أضحى
أبيضا من الثوب الأبيض الفضفاض الذي كنت أرتديه..
أول شيء خطر على بالى أن الله قد استجاب لدعاء جدتي عليّ ليلة أمس
عندما تركتها - أو الأدق – ’رميتها‘ في دار المسنين الذي لا يليق بكرامة أي إنسان!
عندما قالت "اللهم عجل شيخوختك يا ملعونة". لم أطق التفكير بهذا الموضوع
كثيرا، فأنا لم أخطئ فقد فعلت ما فعلته أمي مع جدتها قبل ذلك. قررت أن أبتر هذه
الأفكار اللعينة، ولكنني لم استطع، فقررت أن أخرج خارج البيت الذي ضاعت ملامحه
بعدما ضعف نظري .
كنت على يقين تام أن أشياء غير طبيعية ستحدث إثر هذا التحول. و كان
حدثي في محله. فبينما أسير على رجلاي الوهينتين، وقعت أرضا، ولا أعرف حتى السبب.
وتعجبت كثيرا عندما وجدت أن لا أحد يكترث لوقوعي و لم يساعدني أحد, وبات الأطفال
يقهقهون عليّ. نهضت بمعجزة ضخمة. بعد ذلك بينما أسير صدمت بشاب يحمل بعض الكتب،
فوقعت كتبه، فثار عليّ وقال"انتبهي أيتها العجوز الحمقاء! لم أتحمل ولم
استوعب ما حدث، فجلست على أحد الأرصفة باكيةً أرثى لحالي. فوجدت يدًا تمسك بيدي،
ظننتها يد العون - ولكنها كانت يدًا تنوى رميي بدار المسنين. وهناك وجدت جدتي، لا
أعرف ماذا حدث بعد ذلك فذاكرتي لا تسمح لي بالتذكر.ولكنني لو رجعت لشبابي مرة أخرى
سأعلم أولادي قيم احترام الكبير، وسأبنى دار مسنين يليق بكرامتهم.
"ارحموا
كبيركم يرحمكم الله"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق