اللغة العربية

بقلم: عمر أيمن
مراجعة وتدقيق: عبد الرحمن ياسر


لطالما اشتهرت اللغة العربية بقوتها وبلاغتها - فيشق على أي أعجميٍ أن يتعلم هذه اللغة؛ وليس هذا ناتجا عن صعوبتها أو مشقة تعلمها ولكنه شيءٌ بدهي، أفلا تشق مشاطرة الطير في مناطحة السحاب على من اعتاد مداعبة الهمج وقد مُرِجَ بينه وبين السماء بغمامة سوداء؟ فقد نشأ أهل الغرب على لغة ركيكةٍ محدودة في الإمكانيات اللغوية والمرونة ومخارج الحروف؛ فيصعب عليهم نطق أحرف اللغة العربية أو الوصول إلى درجة المرونة والتنوع في المفردات والتراكيب.


أما الآن وقد بدأنا في لف العقال حول عنق اللغة العربية، فقد أصبحنا الآن قوما لا يتحدثون لغتهم، وليتها كانت لغةً فقيرة أو عقيمةً - لكان هذا مسوغا لهجرنا إياها؛ ولكن الله تعالى قد وهبنا أسمى لغات البشر وأكثرها بلاغة ولكننا لم ننمها بل فرطنا فيها، فبعدما كانت أعز لغات العالم كاد ينبوع عزتها أن يغيض علي أيدينا.

 وكل هذا بسبب تركنا لتراثنا وهويتنا وإنصاتنا لنواعب الغرب الذين ينادون بوأد تلك اللغة العريقة التي لم تتغير علي مدي ألف وأربعمائة عام، في حين نجد أن باقي اللغات التي ظهرت بعدها قد تفككت واندثرت تماما.

ولكن لماذا دائما ما نجد الغرب يجورون علي اللغة العربية دون غيرها؟ ذلك بسبب إدراكهم لحقيقة الأمر- فهم يعلمون علم اليقين أن بلاغة اللغة العربية لا تضاهيها بلاغة، وأن لغتهم أضعف من أن تقارن بلغتنا، ولهذا يسعون جاهدين لطمس الهوية العربية؛ وللأسف لقد أحرز مخططهم نجاحا كبيرًا، فنجد أن لكل دولة عربية لغتها الخاصة والتي تبعد كل البعد عن لغة باقي أشقائها من البلاد العربية، كاللهجات الجزائرية والتونسية والمغربية، والتي طغت عليها اللغة الفرنسية بسبب الاستعمار الذي كان يهدف إلى محو الثقافة العربية ودمجها بالثقافة الأوروبية؛  فنجد أن بعض الناس يتحدثون اللغات الغربية بطلاقة وليس هذا بالأمر السيئ ولكن المشكلة تكمن في إهمالهم للغتهم الأم والتي يجب أن تكون غذاءً لمهجهم و ألبابهم.
فحقا أني ما سمعت عن قوم وُهِبوا الوابل فكرهوه ثم وهبوا الطَّلَ فاستحبوه، فلقد انطبق على هؤلاء قول الله عز وجل في كتابه الكريم:-

}أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ{ سورة البقرة – الآية ٦١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق