الأسرة - حجر بناء المجتمع

بقلم: أحمد عمرو السيد




يتكون المجتمع من عدد من الأفراد والأسر، فلا يوجد مجتمع بدون أفراد وأسر ولو نظرنا إلى الأسر لوجدناها من أهم مكونات المجتمع، وللأسرة دور كبير في بناء المجتمع، فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة. وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله وتميز شخصيته وتحدد تصرفاته العامة، وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته وخيراته وحضارته وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها، كما تكون أفكاره الأولى وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية، 
فكما يقول الشاعر:
وينشأ ناشيء الفتيان فينا
على مـا كـان عوده أبــــــــوه
 


كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة في نفوس الأبناء حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية، وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة، فلولا الأفراد الأصحاء عقليًا واجتماعيًا ودينيًا وأخلاقيًا لما نهض المجتمع ولما أصبح مجتمعا قويًا منتجًا معتمدًا على سواعد أبنائه وقدراتهم.

إذن تبدأ المسؤولية الأكبر من الأسرة، فالأسرة التي تربي أبنائها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والتعليم الدينية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والمعتدين إنما هي تقوم ببناء هذا المجتمع؛ أما الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة إنما هي تهدم المجتمع.

والاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة، ويقع على الأم العاتق الأكبر في هذا الموضوع؛
فيقول الشاعر:
الأم مدرســــــــة إذا أعددتهــــــــــــا
أعددت شعبا طيب الأعراق
 

ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة نتجت بفعل التربية الصالحة، والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة، وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات والمهارات والعادات وقواعد السلوك التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه، والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر.

ونرى أن معظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من لم يتوفر لهم جو الحنان والرعاية من أسرهم وافتقدوا حق تنشئهم تنشئة سليمة وتربيهم تربية صالحة، وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة وخلف المشاكل والخلافات فلم تهتم بأبنائها وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع رجالا مخربين ومجرمين وجانحين ومنحرفين. 

أما تلك الأسر التي اهتمت بأبنائها وربتهم وعلمتهم وحرصت على تنشئتهم التنشئة الكريمة فقد أخرجت وأهدت المجتمع رجالًا أكفاء منهم الأطباء والمهندسون والمعلمون ورجال الأمن والقضاة، وغيرهم ممن نهضوا بالمجتمع وارتقوا به ووصلوا به إلى العلا والنجاح.. 

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق